من الاستقامة حال الحياة، وهذه أهمها وأوكدها؛ لأنها الأمر الذي جاء الشرع بالأمر به، قال –تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: "يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [البقرة: من الآية132]، أما العلامات عند الوفاة فهي مبشرات وليست قطعيات، ومنها: سهولة خروج الروح، وقد جاء الخبر بإثبات ذلك، كما حديث البراء بن عازب – رضي الله عنه - وفيه ذكر عن المؤمن حال النـزع "كما تسيل القطرة من في السقاء" رواه بهذا اللفظ أحمد في مسنده (18534) وغيره وفيه رواية: "كما تُسَلُّ الشعرة من العجين" عند الطبراني في الأوسط (742)، وغيره من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- ومن ذلك أيضا عرق الجبين، ودل عليه قوله – صلى الله عليه وسلم - كما في حديث بريدة – رضي الله عنه -: "المؤمن يموت بعرق الجبين" رواه الترمذي (982)، والنسائي (1828)، وابن ماجة (1452) وكذلك الموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، انظر ما رواه الترمذي (1074) من حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما-، ومع ذلك لا يعني تفقدها وتطلبها وغيرها من العلامات في الأموات، وأنها إذا لم توجد فذلك يدل على عدم حسن الخاتمة، والوفاة على غير الإسلام مع كونه مستقيماً حال الحياة، فهذا ليس بلازم أبداً، وكذلك لا يعني وجودها القطع للمعين بالجنة، وإنما يرجى لصاحبها، كما يخاف على العاصي ولا يقطع له بالنار.
أما أيام التشريق فالوفاة فيها لا يعرف لها مزية أو فضل؛ إلا إن كان الإنسان فيها حاجاً ولم يزل محرماً ومات على ذلك، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً، انظر ما رواه البخاري (1265)، ومسلم (1206) من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما-. ولكن ذلك لأجل الإحرام، وليس لذات الأيام. والله أعلم