اعلموا أن شهر رمضان، شهرُ الجود والعطاء، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، وهو أجود بالخير من الريح المرسلة.
وإن من أعظم الجود في رمضان الصدقة الطيبة، بشتى صورها: مالاً وطعاماً ومواساة، والجمع بين الصدقة والصوم موجب من موجبات الجنة، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن في الجنة غُرفاً يرى ظهورها من بطونها، وبطونُها من ظهورها » ، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: « لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام » [رواه أحمد والترمذي].
ألا فليكن المسلم السهم الراجح، في العطف على إخوانه في الدين، وفي كفكفة دموعهم، وسدِّ مسغبتهم. وإن الغني الذي لا يُحس بأن عليه للفقراء حقوقاً وواجبات، لقاسي القلب خالٍ من الشفقة، بعيدٌ من رحمة الله: { إنَّ رحمتَ الله قريبٌ مِّن المُحسنين } [الأعراف: 56].
« الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » .
إنه ليس من المروءة أن تتمتع أيها الغني بملابس الزينة، وأخوك المسلم يحرقه حر الصيف، ويقرصه برد الشتاء، إنه ليس من المروءة أن تمنع المعونة، وتقبض يديك شحاً وبخلاً، ومن أبقت عليهم صروف الحياة ، في شدة من الضيق، وألم من الإعسار، ألا فاتق الله أيها الغني، وكلف نفسك في تحريك جفنيك، وفتح عينيك؛ لترى المحتاجين ماثلين أمامك في غير ما سبيل، تصور أن ذريتك الضعيفة تدور عليهم رحى الأيام، والأيام قلَّب فيصبحون لا حول ولا قوة: { ولْيَخشَ الَّذين لو تركوا من خلفهم ذريَّةً ضِعَافاً خافوا عليهم فلْيتََّقوا الله ولْيَقُولُوا قَوْلاً سَديداً } [النساء: 9].
اللهم تقبل منا الصيام والقيام، واجعل لنا من هذا الشهر أوفر الحظ والنصيب.
وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.