تكملة وفي فصل الشتاء تساقطت الثلوج بشكل كبير حتي غطت مساحات شاسعة من الأرض في بعض الأماكن شمال وجنوب المملكة، كما أصابت بعض المزارع موجات حادة من الصقيع أدت إلى تلف الكثير من المحاصيل.
نعيش "الحقبة الدفيئة"
من جانبه يقول الدكتور صالح العجيري رائد الفلك بالخليج العربي "كرتنا الأرضية تعرضت منذ الأزمنة القديمة، وتتعرض الآن، وسوف تتعرض بمشيئة الله لتغيرات مناخية في المستقبل المنظور ويؤكد"نعيش الآن (الحقبة الدفيئة) الناتجة عن (الانحباس الحراري) الناتج عن ما تنفثه المصانع من أبخرة ثاني أكسيد الكربون التي تتصاعد إلى أعلى الغلاف الجوي، و هذا الأمر يتسبب في ارتفاع حرارة سطح الأرض، وذلك بدورة يؤدي إلى ذوبان الجليد في القطبين وبالتالي زيادة في مستوى مياه البحار وهذا من شأنه إغراق المدن الساحلية، والأشد خطورة من ذلك هو أن مياه البحار والمحيطات قد تنفذ وتدخل إلى مصب الأنهار ما يحولها إلى مياه مالحة".
خلاف على وجود
تغير مناخي
من جانبه يقول الدكتور فهد الكليبي أستاذ علم المناخ بجامعة الملك سعود وعميد كلية الآداب أن موضوع التغيرات المناخية حديث الساعة، وهناك جهات علمية وغير علمية تحاول إقناع العالم أن المناخ يتغير حاليا والتغير يتمثل في ارتفاع درجة الحرارة وأن هذا حقيقة غير قابلة للجدل. ويعزي هذا الفريق التدهور البيئي الحالي إلى الارتفاع في درجة الحرارة التي سببها زيادة الغازات في الغلاف الجوي خاصة ثاني أكسيد الكربون (CO2)، إلا أن هناك فريقاً آخر من العلماء يعتقدون أن ما يحصل يدخل ضمن التذبذب الطبيعي ويستندون إلى دلائل علمية قوية ومن أهمها موجات الشتاء القارصة التي اجتاحات العالم في السنوات الماضية. بل إن هناك فريقاً يقول أن العالم متجه إلى عصر جليدي جديد.
ويقول د.الكليبي "هناك خلاف علمي كبير بين علماء المناخ حول التغير المناخي، و في الواقع ما يحصل الآن من ظواهر جوية لم يثبت إثباتا قاطعاً أنه تغيرات مناخية، فالفريق المدفوع بدوافع اقتصادية وسياسية يزعم أن ما يحصل الآن يعد تغيراً في المناخ، بينما فريق آخر لدية دراساته وإثباتاته يقول إن ذلك يدخل ضمن التذبذب المناخي الطبيعي، وأما القول إن الأرض تزداد سخونتها فذلك غير قطعي، بل إن هناك مجموعة من العلماء تقول أن الأرض متوجهة للبرودة خاصة بعد الشتاء القارص الذي أصاب النصف الشمالي من الأرض".
ويؤكد الكليبي "ندرك أن أي جانب علمي تدخل فيه السياسة والاقتصاد سوف تضعف درجة الموضوعية في طرحه، ويمكن أن يوجه الطرح لمصالح اقتصادية وسياسية معينة، ومن شواهد ذلك أنك تجد أن من ضمن الأطروحات التي تذكر دائماً في مؤتمرات ولقاءات التغيرات المناخية هو الحد من انبعاث الغازات التي تزيد من الاحتباس الحراري خاصة ثاني أكسيد الكربون ومن الآليات التي تطبق لتحقيق ذلك حالياً هو فرض ضريبة على الطاقة وهي ضريبة عالية جداً ومجحفة في حق الدول المنتجة للبترول ومن ضمنها المملكة.